بقول إن أنا بتاع مهرجانات وأنت كل أغانيك أوتوتيون بس قشطة

قولها تاني واتعصب عليك وأجيب فاسين أكسر لك بهم عضم وسطك

واقلبهم وافتحلك فتحة في نص جسمك عشان الجمهور يصدقك

لما تغني وسطي بيرقص وبطنى بتضحك 

الباتل راب أو لو حبينا نوصفها بالعربي هنقول "معركة كلامية"، بتحصل بين اتنين واقفين قدام بعض، كل واحد عنده وقت محدد من 3 دقائق لحد 5 مثلاً يقدر يهاجم خصمه ويطلع القطط الفطسانة فيه ويضحّك عليه الناس، بمعنى تاني "يضربه بالكلام"، ومهما قال من كلام، ده ما يديش الحق لأي طرف إنه يحوّل الموضوع من كلام للتدخل البدني ويقلبها خناقة، عشان في الأول وفي الآخر دي رياضة اسمها "الباتل راب" وهي جزء من ثقافة مزيكا الراب.

أول سؤال ممكن يجي في دماغ الناس: إيه علاقة مزيكا الراب بال "الباتل راب" ازاى دى مزيكا؟ السؤال ده رده بسيط، عشان الراب في أصله وجذوره هو نوع من الموسيقى معتمد على فن الكلمات "موهبة الكتابة" وقوتها، عشان كده التحدي الحقيقي بين الرابرز في الكلمات والمهارات الكتابية و إلقائها، يعني الباتل راب هو تحدي بين المتنافسين اللي بنسميهم "باتلرز"، بس التحدي ده له قواعد وشروط ماينفعش تتجاوزها وأهمها إنك مهما خصمك أو المنافس قال، ما ينفعش أي تدخل بدني أو عنف بدني يحصل.

الباتل في مصر كانت موجودة من زمان جدا بس في شكلها البسيط او نقول البدائي اللي هو بنقول عليه "سيركل" اللي هو circle اللي كانت بتتعمل ما بين الشباب اللي بتحب الراب و نفسها تتحدى بعض او بتحب ترتجل مثلاً  أو مجرد تجمع عادي و الرابرز تراب فيه و هي عبارة عن ان الناس واقفة على شكل دايرة و كل اللي عنده بارات يقولها حتى لو اتنين اتحدوا بعض عادي ، السيركل ده كان بيحصل في سان ستيفانو في اسكندرية و في القاهرة في الزمالك وحصل في الشرقية و غيرها من مدن و مناطق فيها تجمعات ناس بتحب الراب و رابرز.

يعني ده "سيركل" في الإسكندرية سنة 2014

و ده سيركل في القاهرة سنة 2015

الموضوع كان لازم يتطور للشكل الجديد بتاعه والمنظم، اللي هو بطولات راب باتل وفي مصر في 3 بطولات ظهرت وكلها كان بدايتها مجرد سيركلات بين الشباب برضه.

"يا تراب يا تموت" Rap OR Die، ودي في القاهرة واللي أسسها هما "لورد و فرغلي" في سنة 2017 ومعاهم مجموعة من الشباب زي مدير التصوير "مصطفى النمر"

                                                                 باتل فرغلي ضد فانديتا

الموضوع مش سهل، الناس دي بتأجر مكان مخصوص وتتفق مع صاحب المكان إن احتمال بتاع 90% يبقى في ألفاظ خارجة، فهل ده مناسب للمكان ولا المكان هيرفض؟ وده حسب كلامي مع فرغلي: "إن الموضوع صعب في إنك تلاقي مكان ويلتزم معاك للآخر بالعكس ده ممكن يلغي معاك في اليوم نفسه". في الغالب ناس كتير من أصحاب الأماكن بترفض، عشان مش فاهمين وكل اللي في دماغهم هي مجموعة من العيال بتشتم بعض، رغم إن رياضة، زي البوكس ممكن الناس تموت منها بس عادي اسمها رياضة، ما الباتل راب برضه رياضة!

وكمان "يا تراب يا تموت" مش بتعمل "باتل راب" وبس ولكن بتعمل حاجة كمان تنافسية اسمها "BeatMakers Battle"، اللي هو منافسة بين صُناع المزيكا نفسهم، مين مزيكته أحلى من التاني زي الباتل راب بس مزيكا من غير كلام.

                                                              كاش رولز ضد ليجي سي

عشان تقدر تطلع منتج كامل نهائي على اليوتيوب الناس تتفرج عليه، بتمر بمراحل كتير، منها عدة التصوير من كاميرات وعدسات والإضاءة ولوازمها وكل حاجة مرتبطة بالتصوير، دي المسؤول عنها مصطفى النمر، باعتبار إنه أكثر واحد خبرة في الموضوع وضيف إنه عنده عدته الخاصة والميكروفونات، بس طبعًا في الآخرب يضطروا يأجروا كاميرات زيادة عشان التصوير يتم من زاويا مختلفة. الموضوع كبر مع المجموعة دي، لدرجة إن إجمالي عدد المشاهدات وصل لـ2 مليون وأكتر فيديو جاب مشاهدات كان 200 ألف.

الإسكندرية "الباتل زوون" EL BATTLE ZONE

و دي مؤسسها هو "محمد البنا" سنة 2016 ومعاه طبعاً مجموعة من الشباب المسؤولين عن التصوير.

                                                                    زارا ضد بيسو

المشاكل اللي بتواجه النوع ده من "الفن" إنه غريب بالنسبالنا، العادات والتقاليد "الثقافة العربية" مع فكرة إن المجتمع ممكن ينهار لو عيالنا سمعوا الكلام ده وأخلاقهم هتبوظ، رغم إنه مهما اتقال في الباتل راب، فاحنا بنسمع أكتر منه في الشارع، بس الناس لازم تفهم إن الباتل راب مش مبني على "الألفاظ الخارجة" ولكن "الباتلر" له مطلق الحرية في استخدامها بأي طريقة في إنه يهاجم الخصم، ده غير إنه مش مقصود إنها تطلع بشكل سيئ، يعني لاعب البوكس هل قصده إنه يكسر وش الناس؟ ولا هو بيستخدم قوته وبيضرب في نطاق رياضة لها قواعد وأحكام؟

في قواعد فرضت نفسها في حروب الراب بحكم ثقافة المجتمع، من نوعية إن ماحدش يغلط في الأهل وخصوصًا الأم والأخت، والعقيدة، غير كده "الباتلر" له الحرية في إهانة الطرف التاني أو حتى استخدام ألفاظ وإيحاءات جنسية والصراحة أنا مش شايف فيها مشكلة، طب ما باسم يوسف في "البرنامج" كان في إيحاءات جنسية كتير جدًا وأفلامنا أغلبها كده.

الناس ممكن تفكر إيه الحلو إن الواحد يتفرج على اتنين واقفين قدام بعض كل واحد يحاول يقلل من التاني ويقول "جُمل هجومية" ضده؟ الفكرة في إن الكلام ده بيكون متجهز أو ارتجال من الباتلر، بمعنى إنه بيقعد يذاكر الخصم ويشوف نقط ضعفه وأسرار عنه وحاجات في حياته، عشان يقدر يستخدمها ضده، ولازم يوظف الحاجات دي بطريقة تدي قافية وسجع ووزن، غير إن الجُملة لازم تكون متركبة صح جداً، عشان تدي المعنى مظبوط وقوي.

ممكن الموضوع كله يكون ارتجال، بس لازم تكون متمرس في موضوع الارتجال ده، عشان ما يتقلبش عليك زي ما حصل في باتل "زارا" و "حمبولي"، لما الأخير اعتمد على إنه يروح يرتجل وكانت النتيجة مؤسفة جدًا.

الباتل راب في مصر بيتطور بسرعة جدًا، وبقى في تجديد في الباتلز في مصر إنها مش مجرد لغة عامية وبس، ما فيش حاجة تمنع استخدام اللغة الفصحى في الباتل، عشان أنت حر في الابتكار والإبداع، بس المهم إن الجملة تطلع قوية، زي باتل "أحمد إمام" ضد "كيال"، اللي "يا تراب يا تموت" سافرت مخصوص للمنصورة عشان تقدم حاجة هناك للناس اللي بتحب الباتل راب.

الباتل راب دي حاجة موجودة وبتكبر في مصر وبتنتشر وبقى ليها قاعدة جماهيرية كبيرة، لدرجة إن في باتل راب ظهرت في طنطا تحت اسم ستريت فايت Street Fight والموضوع معاهم لسه بينتشر في طنطا وده طبيعي، باعتبار إن إسكندرية والقاهرة هما أكبر محافظتين فيهم مزيكا ومساحة أكبر للناس اللي بتعمل مزيكا، سواء راب أو غيره.

أخيرًا لازم نفهم إن الباتل راب هي جزء من ثقافة الهيب هوب ووجودها مهم للمشهد المصري، وقدر يفرض نفسه في مجتمع أنواع معينة من المزيكا مسيطرة عليها.