"أم الموجات" هو آخر ألبوم أصدره الرابر الأردني "سينابتيك" في شهر أغسطس اللي فات بعد شغل سنتين، الألبوم بيحتوى على 16 تراك ومنها تراكات مشتركة مع رابرز عرب زي "الراس" و "تامر النفار" و "بو كلثوم" و "ابيوسف" و "الفرعي" و"محراك" و"يكيدز" والمغنية "ياسمينا أبو ناصر"، والإنتاج الموسيقي للبروديوسر "بادر عازم"، المعروف باسم ويكيدز والمنتج "دمار". يعتبر ده الألبوم الأول لسينابتيك.

يبدأ الألبوم بانترو "الطوفان" المناسبة جدًا لفكرة ألبوم "أم الموجات"، بمعنى إن الطوفان في الحقيقة هو عبارة عن أكبر موجة ومن خلال الموجة الكبيرة دي بيستعرض "السينابتيك" عضلاته الموسيقية، من أول الأداء في الراب، لحد قدرته الغنائية الواضحة جدًا في الأنترو. الموسيقى من إنتاج "ويكيدز" اللي قدر يخلق مساحة وحالة في الإنتاج الموسيقي واضحة جداً في الصوت الغليظ المستخدم في الخلفية المستمرة على طول الأنترو اللي بتثير أعصابك وتشد انتباهك، وقدر من خلالها "السينابتيك" إنه يخلق مود، بيمزج ما بين الراب والغناء، يأسر بيه المستمع عاطفياً من ناحية الغناء وفي نفس الوقت تأهيل المستمع إن الألبوم راب مش غنا وبس، زي فكرة المد والجزر في البحر.

و بمناسبة الغلاف، هو تصميم Inès Mhedhbi ومافيش خلاف إن التصميم رائع، بس يمكن لو كان فيه صورة موجات صوتية أو مجرد موجة بحر من غير راس السينابتيك، اللي بحس إنها مش راكبة على الفكرة الأساسية، كان هيكون في بُعد فني أكتر، لكن هو بيفي بالغرض وخلاص.

الألبوم دسم موسيقيًا رغم إن عدد المنتجين هما اتنين بس، اللي هما ويكيدز ودمار، لكن واضح إن الإنتاج الموسيقي ماكانش فيه كسل أو كروتة ولا تكرار، وفي تنوع في الاصوات المستخدمة وبُعد صوتي وخيالي. مفيش طعم شرقي موسيقي وده أنا بعتبره تحرر من فكرة إن لازم يكون في ربط شرقي ما بين الراب والثقافة الشرقية، وبرضه ده ما ينفيش إن وجود أصوات شرقية حاجة جميلة، لكن عدم وجودها لا يقلل من العمل الفني، مش عشان أنت عربي يبقى لازم تحط أصوات شرقية، بالعكس مزيكا الألبوم معتمدة على فكرة الصوت الجديد، صوت بعزز الخيال عند المستمع عشان يعزله عن الواقع و ياخذه في رحلة موسيقية بيقودها كل من دمار والسينابتيك بقوانينهم هما والمستمع مجرد راكب، كل اللي عليه يستمتع بالرحلة.


على عكس الألبوم، تراك "أم الموجات" حالة موسيقية مختلفة عن باقي الألبوم، قد يكون هو صُلب الألبوم، مش عشان اسمه، بس عشان المعادلة اللي حصلت في التراك، اللي هي كلمات الكورس المعبرة عن التخوفات والصراعات القائمة في عقل "السينابتيك" سواء موسيقياً أو مهنياً، في مجتمع لا يقدر الموسيقى وخصوصاً الراب وعشان تعزز الفكرة دي لازم تحرك مشاعر المستمع، وهنا ييجي دور البروديوسر "ويكيدز" في اختياره مفاتيح موسيقية معينة تخلق حالة من الفراغ والخوف من الغموض، بس الخوف ده هو مأزق "السينابتيك" المحبوس في عرض البحر ومش عارف فين البر بس في حقيقة واحدة وهي إن دائما في موجة جديدة.

ورغم إن الألبوم كله تراكات مميزة وكل تراك مميز عن التاني، من أول تراكه مع "ابيوسف" لتراكه مع "تامر النفار" و"المحرك" و"بوكلثوم" وخصوصاً "الرأس" اللي يعتبر سرق الأضواء من "السينابتيك" في التراك ده، والتراك مع "ياسمينا" هو تجربة تعتبر ناجحة بس مش جديدة بالنسبة للسينابتيك، بعد تجربته مع المغنية "يُسر" قبل كده في تراك اسمه "Sholi Jarali"، بس يظل أفضل تراك هو تراك "أم الموجات" اللي قدر فيه يصور فكرة "التسونامي" اللي هي أم الموجات اللي تقدر تغير معالم الأرض، تقدر تقول إن "أم الموجات" هو وقود الألبوم والمادة الخام اللي صُنع منها الألبوم.



الألبوم هو رحلة في عقل "السينابتيك"، الدكتور اللي في صراع دائم ما بين المهنة والموهبة والحرية والحرب والخوف والحب والشرق والغرب وكل الأفكار المتطايرة في الهواء، بس في الاخر السينابتيك قدر يخلق معادلة معبرة عنه بشكل شخصي أكثر، يكشف عن نفسه أكثر وأكثر عشان يعمل علاقة قوية مع الجمهور.


"سينابتيك" أطلق الألبوم في نهاية شهر أغسطس من خلال TOUR بدأت من الأردن مروراً بفلسطين وتنتهي في لبنان، وتقدر تسمع الألبوم على الساوند كلاود يعني متاح للجمهور.